وفي هذا دليل على وجُوب النية في العبادات ؛ فإن الإخلاص مِن عمل القلب، وهو الذي يراد به وجه الله تعالى لا غيره.
الثانية : قوله تعالى :﴿ حُنَفَآءَ ﴾ أي مائلين عن الأديان كلها، إلى دين الإسلام، وكان ابن عباس يقول : حُنفاء : على دِين إبراهيم عليه السلام.
وقيل : الحَنِيف : من اختتن وحج ؛ قاله سعيد بن جبير.
قال أهل اللغة : وأصله أنه تَحَنَّفَ إلى الإسلام ؛ أي مال إليه.
الثالثة : قوله تعالى :﴿ وَيُقِيمُواْ الصلاة ﴾ أي بحدودها في أوقاتها.
﴿ وَيُؤْتُواْ الزكاة ﴾ أي يُعطوها عند محلها.
﴿ وَذَلِكَ دِينُ القيمة ﴾ أي ذلك الدين الذي أُمِروا به دين القَيِّمة ؛ أي الدين المستقيم.
وقال الزجاج : أي ذلك دِين المِلَّة المستقيمة.
و"القَيِّمة" : نعت لموصوف محذوف.
أو يقال : دِين الأمة القَيِّمة بالحق ؛ أي القائمة بالحقّ.
وفي حرف عبد الله "وذلك الدين القَيِّم".
قال الخليل :"القَيِّمة" جمع القيم، والقيم والقائم : واحد.
وقال الفراء : أضاف الدين إلى القيمة وهو نعته، لاختلاف اللفظين.
وعنه أيضاً : هو من باب إضافة الشيء إلى نفسه، ودخلت الهاء للمدح والمبالغة.
وقيل : الهاء راجعة إلى الملة أو الشريعة.
وقال محمد بن الأشعث الطالقانِي :"القَيِّمة" هاهنا : الكتب التي جرى ذكرها، والدين مضاف إليها. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٢٠ صـ ﴾