الأمور الملتحمة بنوع مزايلة وأريد به المفارقة لما كانوا عليه مما ستعرفه إن شاء الله تعالى فالوصف اسم فاعل من انفك التامة دون الناقصة الداخلة على المبتدأ والخبر وزعم بعض النحاة أنه وصف منها والخبر محذوف أي واعدين اتباع الحق أو نحوه وتعقب مع كونه خلاف الظاهر بأن خبر كان وأخواتها لا يجوز حذفه في السعة لا اقتصاراً ولا اختصاراً وحين ليس مجير أي في الدنيا ضرورة وقوله تعالى :﴿ حتى تَأْتِيَهُمُ البينة ﴾ متعلق بمنفكين والبينة صفة بمعنى اسم الفاعل أي المبين للحق أو هي بمعناها المعروف وهو الحجة المثبتة للمدعي ويراد بها المعجز وعلى الوجهين فقوله تعالى :
﴿ رَّسُولٍ ﴾ بدل منها بدل كل من كل أو خبر لمقدر أي هي رسول وتنوينه للتفخيم والمراد به نبينا ﷺ وقوله سبحانه :﴿ مِنَ الله ﴾ في موضع الصفة له مفيد للفخامة ازضافية فهو مؤكد لما أفاده التنوين من الفخامة الذاتية وقوله تعالى :﴿ يَتْلُواْ صُحُفاً مُّطَهَّرَةً ﴾ صفة أخرى له أو حال من الضمير في صفته الأولى كما أن قوله سبحانه :
﴿ فِيهَا كُتُبٌ قَيّمَةٌ ﴾ صفة ثانية لصحفاً أو حال من الضمير في صفتها الأولى أعني ﴿ مطهرة ﴾ ويجوز أن يكون الصفة أو الحال هنا الجار والمجرور فقط وكتب مرتفعاً على الفاعلية وإطلاق البينة عليه عليه الصلاة والسلام على المعنى الأول ظاهر وعلى المعنى الأخير باعتبار أن أخلاقه وصفاته ﷺ كانت بالغة حد الإعجاز كما قال الغزالي في "المنقذ من الضلال" وأشار إليه البوصيري بقوله
: كفاك بالعلم في الأمي معجزة...
في الجاهلية والتأديب في اليتم