وأخرج ابن جرير عن سليمان بن عامر رضي الله عنه أنه قال :" يا رسول الله إن أبي كان يصل الرحم ويفي بالذمة ويكرم الضيف. قال : مات قبل الإِسلام؟ قال : نعم. قال : لن ينفعه ذلك، ولكنها تكون في عقبه فلن تخزوا أبداً، ولن تذلوا أبداً، ولن تفتقروا أبداً ".
وأخرج أحمد في الزهد وابن المنذر عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : لولا ثلاث لأحببت أن لا أبقى في الدنيا وضعي وجهي للسجود لخالقي في اختلاف الليل والنهار أقدمه لحياتي، وظمأ الهواجر، ومقاعدة أقوام ينتقون الكلام كما تنتقى الفاكهة، وتمام التقوى أن يتقي الله تعالى البعد حتى يتقيه في مثقال ذرة حتى أن يترك بعض ما يرى أنه حلال خشية أن يكون حراماً حتى يكون حاجزاً بينه وبين الحرام، إن الله قد بين للناس الذي هو يصيرهم إليه قال :﴿ فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره ﴾ فلا تحقرن شيئاً من الشر أن تتقيه ولا شيئاً من الشر أن تفعله.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله ﷺ :" اعلموا أن الجنة والنار أقرب إلى أحدكم من شراك نعله من يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره ".
وأخرج ابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها قالت : سمعت النبي ﷺ يقول :" اتقو النار ولو بشق تمرة " ثم قرأت ﴿ فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ﴾.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه قال : ذكر لنا أن عائشة رضي الله عنها جاءها سائل فسأل فأمرت له بتمرة، فقال لها قائل : يا أم المؤمنين إنكم لتصدقون بالتمرة؟ قالت : نعم. والله إن الخلق كثير، ولا يشبعه إلا الله أو ليس فيها مثاقيل ذر كثيرة؟.
وأخرج البيهقي في شعب الإِيمان عن عائشة أن سائلاً جاءها فقالت لجاريتها : أطعميه، فوجدت تمرة فقالت : أعطيه إياها فإن فيها مثاقيل ذر إن تقبلت.