وقال الثعلبى :
سورة الزلزلة
﴿ إِذَا زُلْزِلَتِ ﴾
حُرّكت الأرض حركة شديدة لقيام الساعة ﴿ زِلْزَالَهَا ﴾ تحركها وقراءة العامّة بكسر الزاي.
وأخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا [ الباقرجي ] قال : حدّثنا عبد اللّه بن محمد بن ياسين البغدادي قال : حدّثنا جميل بن الحسن قال : حدّثنا أحمد بن موسى صاحب اللؤلؤ قال : سمعت عاصم الجحدري يقرأ :﴿ إِذَا زُلْزِلَتِ الأرض زِلْزَالَهَا ﴾ الزاي مفتوحة وهو مصدر أيضاً كالوسواس والقلقال والجرجار، وقيل : الكسر المصدر والفتح الاسم.
﴿ وَأَخْرَجَتِ الأرض أَثْقَالَهَا ﴾ موتاها وكنوزها فيقلبها على ظهرها ﴿ وَقَالَ الإنسان مَا لَهَا ﴾ وقيل : في الآية تقديم وتأخير تقديره ﴿ يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا ﴾ فيقول الإنسان : ما لها.
قال المفسّرون : تُخْبر الأرض بما عمل عليها من خير أو شرّ فتقول للمؤمن يوم القيامة : جدّ عليَّ وصام وصلّى واجتهد وأطاع ربّه، فيفرح المؤمن بذلك، وتقول للكافر : شرك عليَّ وزنى [ وسرق ] وشرب الخمر فيوبّخ بالمشهد، وتشهد عليه الجوارح والملائكة مع علم اللّه سبحانه به حتى يودُّ أنه سيق إلى النار مما يرى من الفضوح.
حدّثنا أبو بكر محمد بن عبدوس المزكى إملاءً قال : أخبرنا أبو نصر محمد بن حمدويه بن سهل المروزي قال : حدّثنا عبد اللّه بن حمّاد الآملي قال : حدّثنا سعيد بن أبي مريم قال : حدّثنا رشد بن سعد قال : حدّثنا يحيى بن أبي سلمى عن أبي حازم عن أنس بن مالك أن رسول اللّه ﷺ قال :" إن الأرض لتخبر يوم القيامة بكل عمل عُمِلَ على ظهرها " قال : وتلا رسول اللّه ﷺ " ﴿ إِذَا زُلْزِلَتِ الأرض زِلْزَالَهَا ﴾ " حتى بلغ " ﴿ يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا ﴾ " قال :" أتدرون ما أخبارها؟ إذا كان يوم القيامة أخبرت بكل عمل عُمِلَ على ظهرها ".


الصفحة التالية
Icon