" لا يسمعه جنّ ولا إنس ولا حجر إلاّ يشهد له ".
أخبرنا عبد اللّه بن حامد قال : حدّثنا محمد بن عامر السمرقندي قال : حدّثنا ابن الحسين قال : حدّثنا علي بن حميد عن إبراهيم عن أبيه قال : رأيت أبا أُميّة صلّى في المسجد الحرام المكتوبة، ثم تقدم فجعل يصلي هاهنا وهاهنا، فلمّا فرغ قلت : يا أبا أُميّة ما هذا الذي رأيتك تصنع؟ قال قرأت هذه الآية :﴿ يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا ﴾ فاردت أن تشهد لي يوم القيامة.
﴿ بِأَنَّ رَبَّكَ أوحى لَهَا ﴾ أي أمرها بالكلام واذن لها فيه، قال [ العجاج يصف الأرض ] :
أوحى لها القرار فاستقرّت | وشدّها بالراسيات الثُبَّت |
وقال ابن عباس والقرظي وابن زيد : أوحى إليها. ومجاز الآية : يوحي اللّه إليها.
﴿ يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ الناس أَشْتَاتاً ﴾ عن موقفِ الحساب، أشتاتاً : متفرقين فآخذٌ ذات اليمين إلى الجنة، وآخذ ذات الشمال إلى النار ﴿ لِّيُرَوْاْ أَعْمَالَهُمْ ﴾ قيل : في هذه الآية تقديم وتأخير تقديرها ﴿ يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا * بِأَنَّ رَبَّكَ أوحى لَهَا * يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ الناس أَشْتَاتاً ﴾ وقراءة العامّة ليُروا بضم الياء، وقرأ الحسن والأعرج بفتح الياء وروي ذلك عن النبي ﷺ.
﴿ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ﴾ أي يُرى ثوابه ﴿ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ ﴾.
قال ابن عباس : ليس مؤمن ولا كافر عمل خيراً ولا شراً في الدنيا إلاّ أراه اللّه إياه، أما المؤمن فيرى حسناته وسيّئاته، فيغفر له سيئاته ويثيبه لحسناته، وأما الكافر فتردُ حسناته ويعذبه بسيّئاته.