وقال الفراء :
سورة ( الزلزلة )
﴿ إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا ﴾
قوله عز وجل :﴿إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا...﴾.
الزِّلزال مصدر، قال حدثنا الفراء قال، وحدثنى محمد بن مروان قال : قلت : للكلبى : أرأيت قوله :﴿إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا﴾ فقال : هذا بمنزلة قوله :﴿وَيُخْرِجُكُم إِخْرَاجاً﴾ قال الفراء، فأضيف المصدر إلى صاحبه وأنت قائل فى الكلام : لأعطينَّك عطيتك، وأنت تريد عطية، ولكن قرّبه من الجواز موافقة رءوس الآيات التى جاءت بعدها.
والزِّلزال بالكسر : المصدر والزَّلزال بالفتح : الاسم. كذلك القَعْقاع الذى يقعقع ـ الاسم، والقِعقاع المصدر. والوَسواس : الشيطان وما وسوس إليك أو حدثك، فهو اسم والوِسواس المصدر.
﴿ وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ أَثْقَالَهَا ﴾
وقوله عزَّ وجلَّ :﴿وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ أَثْقَالَهَا...﴾.
لفظَتْ ما فيها من ذهب أو فضة أو ميّت.
﴿ وَقَالَ الإِنسَانُ مَا لَهَا * يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا ﴾
وقوله جل وعز :﴿وَقَالَ الإِنسَانُ مَا لَهَا...﴾.
الإنسان، يعنى به ها هنا : الكافر ؛ قال الله تبارك وتعالى :﴿يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا...﴾. تخبر بما عَمِلَ [/ا] عليها من حسن أو سيىء.
﴿ بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا * يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتاً لِّيُرَوْاْ أَعْمَالَهُمْ * فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ﴾
وقوله عز وجل :﴿بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا...﴾.
يقول : تحدِّث أخبارها بوحى الله تبارك وتعالى، وإِذنه لها، ثم قال :﴿لِّيُرَوْاْ أَعْمَالَهُمْ...﴾ فهى ـ فيما جاء به التفسير ـ متأخرة، وهذا موضعها. اعترض بينهما ﴿يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتاً...﴾، مقدم معناه التأخير. اجتمع القراء على (لِيُرَوْا)، ولو قرئت :(ليَرَوا) كان صوابا.


الصفحة التالية
Icon