وروى المطّلب بن [ عبد الله عن عائشة ] " أن رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قرأ في مجلس ومعهم أعرابي جالس فقال رسول اللّه ( عليه السلام ) :" ﴿ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ ﴾ " فقال الأعرابي : يا رسول اللّه مثقال ذرّة؟ قال له :" نعم "، فقال الأعرابي : يا رسول اللّه مثقال ذرّة؟ قال له " نعم "، فقال الأعرابي : واسوأتاه منّا إذاً، ثم قام وهو يقولها فقال رسول اللّه ( عليه السلام ) :" لقد دخل قلب الأعرابي الإيمان ".
وأخبرنا عبد اللّه بن حاطب قال : أخبرنا محمد بن عامر السمرقندي قال : حدّثنا عمر بن يحيى قال : حدّثنا عبد بن حميد عن وهب بن جرير عن أبيه قال : سمعت الحسن يقول :" قدم صعصعة عمّ الفرزدق على النبي ( عليه السلام ) فلمّا سمع ﴿ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ ﴾ قال : حسبي ما أبالي ولا أسمع من القرآن غير هذا ".
وقال الربيع بن صبيح : مرّ رجل بالحسن وهو يقرأ هذه السورة، فلمّا بلغ آخرها قال :" حسبي قد أتممت الموعظة " فقال الحسن :" لقد فقه الرجل ".
أنشدنا أبو القاسم الحسن بن محمد المفسّر قال : أنشدني أبو الفضل أحمد بن محمد بن حمدون الفقيه قال : أنشدني أبو بكر أحمد بن محمد بن إبراهيم الحواربي بواسط :
إنّ من يعتدي ويكسب إثماً... وزن مثقال ذرّة سيراه
ويجازى بفعله الشر شرّاً... وبفعل الجميل أيضاً جزاه
هكذا قوله تبارك ربّي... في إذا زلزلت جلّ ثناه. أ هـ ﴿الكشف والبيان حـ ١٠ صـ ٢٦٣ ـ ٢٣٧﴾