أحدهما أنه اسم جنس يعم المؤمن والكافر، وهذا على قول من جعل الزّلزلة من أشراط السّاعة، والمعنى أنها حين وقعت لم يعلم الكل أنها من أشراط السّاعة، فيسأل بعضهم بعضاً عن ذلك، والثاني أنه اسم للكافر خاصة وهذا على قول من جعلها زلزلة القيامة لأن المؤمن عارف بها فلا يسأل عنها، والكافر جاحد لها، فإذا وقعت سأل عنها، وقيل مجاز الآية ﴿ يومئذ تحدث أخبارها ﴾ فيقول الإنسان ما لها، والمعنى أن الأرض تحدث بكل ما عمل على ظهرها من خير أو شر، فتشكوا العاصي، وتشهد عليه وتشكر الطّائع وتشهد له " " عن أبي هريرة قال : قرأ رسول الله ( ﷺ ) هذه الآية ﴿ يومئذ تحدث أخبارها ﴾ قال أتدرون ما أخبارها قالوا الله ورسوله أعلم، قال فإن أخبارها أن تشهد على كل عبد أو أمة بما عمل على ظهرها تقول عمل يوم كذا كذا وكذا فهذه أخبارها " أخرجه التّرمذي، وقال حديث حسن صحيح ﴿ بأن ربك أوحى لها ﴾ أي أمرها بالكلام وأذن لها أن تخبر بما عمل عليها قال ابن عباس : أوحى إليها قيل إن الله تعالى يخلق في الأرض الحياة، والعقل، والنطق حتى تخبر بما أمر الله به وهذا مذهب أهل السنة.
قوله تعالى :﴿ يومئذ يصدر النّاس ﴾ أي عن موقف الحساب بعد العرض ﴿ أشتاتاً ﴾ أي متفرقين فآخذ ذات اليمين إلى الجنة وآخذ ذات الشمال إلى النار ﴿ ليروا أعمالهم ﴾ قال ابن عباس ليروا جزاء أعمالهم، وقيل معناه ليروا صحائف أعمالهم التي فيها الخير والشّر.