وقال النسفى :
سورة الزلزلة
مختلف فيها وهي ثمان آيات

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

﴿ إِذَا زُلْزِلَتِ الأرض زِلْزَالَهَا ﴾
أي إذا حركت زلزالها الشديد الذي ليس بعده زلزال.
وقرىء بفتح الزاء فالمكسور مصدر والمفتوح اسم ﴿ وَأَخْرَجَتِ الأرض أَثْقَالَهَا ﴾ أي كنوزها وموتاها جمع ثقل وهو متاع البيت، جعل ما في جوفها من الدفائن أثقالاً لها ﴿ وَقَالَ الإنسان ﴾ زلزلت هذه الزلزلة الشديدة ولفظت ما في بطنها، وذلك عند النفخة الثانية حين تزلزل وتلفظ موتاها أحياء فيقولون ذلك لما يبهرهم من الأمر الفظيع كما يقولون ﴿ مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا ﴾ [ يس : ٥٢ ] وقيل : هذا قول الكافر لأنه كان لا يؤمن بالبعث، فأما المؤمن فيقول ﴿ هَذَا مَا وَعَدَ الرحمن وَصَدَقَ المرسلون ﴾ [ يس : ٥٢ ] ﴿ يَوْمَئِذٍ ﴾ بدل من "إذا" وناصبها ﴿ تُحَدّثُ ﴾ أي تحدث الخلق ﴿ أَخْبَارَهَا ﴾ فحذف أول المفعولين لأن المقصود ذكر تحديثها الإخبار لا ذكر الخلق.
قيل : ينطقها الله وتخبر بما عمل عليها من خير وشر.
وفي الحديث :" تشهد على كل واحد بما عمل على ظهرها " ﴿ بِأَنَّ رَبَّكَ أوحى لَهَا ﴾ أي تحدث أخبارها بسبب إيحاء ربك لها أي إليها وأمره إياها بالتحديث ﴿ يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ الناس ﴾ يصدرون عن مخارجهم من القبور إلى الموقف ﴿ أَشْتَاتاً ﴾ بيض الوجوه آمنين وسود الوجوه فزعين، أو يصدرون عن الموقف أشتاتاً يتفرق بهم طريقا الجنة والنار ﴿ لّيُرَوْاْ أعمالهم ﴾ أي جزاء أعمالهم ﴿ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ ﴾ نملة صغيرة ﴿ خَيْرًا ﴾ تمييز ﴿ يَرَهُ ﴾ أي ير جزاءه ﴿ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ ﴾ قيل : هذا في الكفار والأول في المؤمنين.
ويروى أن أعرابياً أخر خيراً يره فقيل له : قدمت وأخرت فقال :
خذا بطن هرشي أو قفاها فإنه...
كلا جانبي هرشي لهن طريق


الصفحة التالية
Icon