وقال الخطيب الشربينى :
سورة الزلزلة
مدنية في قول ابن عباس وقتادة ومكية في قول ابن مسعود وعطاء وجابر وهي ثمان آيات وخمس وثلاثون كلمة ومائة وتسع وأربعون حرفاً.
﴿بسم الله﴾ المحيط بكل شيء قدرة وعلماً ﴿الرحمن﴾ الذي عمّ الخلق بنعمته الظاهرة قسماً ﴿الرحيم﴾ الذي أتم النعمة على خواصه حقيقة عيناً واسماً.
ولما قال تعالى : للمؤمنين ﴿جزاؤهم عند ربهم جنات عدن﴾ كأنَّ المكلف قال : متى يكون ذلك فقيل : له :
﴿إذا زلزلت الأرض﴾ أي : تحرّكت واضطربت لقيام الساعة، فالعاملون كلهم يكونون في الخوف وأنت في ذلك الوقت تنال جزاءك وتكون آمناً لقوله تعالى :﴿وهم من فزع يومئذ آمنون﴾ (النمل :)
. ﴿زلزالها﴾ أي : تحريكها الشديد المناسب لعظم جرم الأرض وعظمة ذلك كما تقول : أكرم التقي إكرامه، وأهن الفاسق إهانته تريد ما يستوجبانه من الإكرام والإهانة.
ولما كان الاضطراب العظيم يكشف عن الخفي في المضطرب قال تعالى :


الصفحة التالية
Icon