﴿يومئذ﴾ أي : إذ كان ما ذكر من الزلزال وما لزم عنه وقوله تعالى :﴿تحدّث أخبارها﴾ جواب إذا وهو الناصب لها عند الجمهور، ومعنى تحدّث، أي : تخبر الأرض بما عمل عليها من خير أو شرّ يومئذ، ثم قيل : هو من قول الله تعالى، وقيل : من قول الإنسان، أي : يقول الإنسان ما لها تحدّث أخبارها متعجباً. روى الترمذي عن أبي هريرة أنه قال :"قرأ رسول الله ﷺ هذه الآية ﴿يومئذ تحدّث أخبارها﴾ قال :"أتدرون ما أخبارها قالوا : الله ورسوله أعلم. قال : أخبارها أن تشهد على كل عبد أو أمة بما عمل على ظهرها، تقول : عمل يوم كذا وكذا كذا وكذا. قال : فهذه أخبارها".
في تحديثها بأخبارها ثلاثة أقوال :
أحدها : أنّ الله تعالى يقلبها حيواناً ناطقاً فتتكلم بذلك.
ثانيها : أنّ الله تعالى يحدث فيها الكلام.
ثالثها : أن يكون فيها بيان يقوم مقام الكلام. قيل : في الآية تقديم وتأخير تقديره يومئذ تحدث أخبارها فيقول الإنسان مالها أي : تخبر الأرض بما عمل عليها.
﴿بأن ربك﴾ متعلق بتحدِّث، ويجوز أن يتعلق بنفس أخبارها والباء سببية، أي : تحدّث بسبب أن ربك المحسن إليك بأنواع النعم ﴿أوحى لها﴾ أي : أذن لها أن تتكلم بذلك المذكور بالقال أو بالحال على ما مرّ. قال البقاعي : وعدل عن قوله إليها إلى قول الله تعالى :﴿لها﴾ إيذاناً بالإسراع في الإيحاء. وقال البغوي : أوحى إليها واحد. وقرأ حمزة والكسائي بالإمالة محضة، . وقرأ ورش بالفتح وبين اللفظين، والباقون بالفتح.