ونظيرُ ما قاله الزمخشريُّ في بابِ " استغفر " أَنْ تقولَ " استغفرْتُ اللَّهَ ذنباً مِنْ شَتْمي زيداً " فقولك :" مِنْ شَتْمي " بدلٌ مِنْ " الذنب " وهذا جائزٌ لا مَحالةَ.
قوله :﴿ أوحى لَهَا ﴾ في هذه اللامِ أوجهٌ، أحدُها : أنها بمعنى إلى، وإنما أُوْثِرَتْ على " إلى " لموافقةِ الفواصلِ. وقال العجَّاج في وَصْف الأرض :
٤٦١٤ أَوْحَى لها القرارَ فاستقرَّتِ | وشَدَّها بالرَّاسياتِ الثُّبَّتِ |
يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (٦)
قوله :﴿ يَوْمَئِذٍ ﴾ : إمَّا بدلٌ مِنْ يومئذٍ " قبلَه، وإمَّا منصوبٌ ب " يَصْدُرُ " وإمَّا منصوبٌ ب " اذْكُرْ " مقدراً.
قوله :﴿ أَشْتَاتاً ﴾ حالٌ مِنْ " الناس " وهو جمع شَتَّ، أي : متفرِّقين في الأمنِ والخوفِ والبياضِ والسوادِ.
قوله :﴿ لِّيُرَوْاْ ﴾ متعلِّقٌ ب " يَصْدُرُ " وقيل : ب " أوحى " وما بينهما اعتراضٌ. والعامَّةُ على بنائِه للمفعولِ. وهو مِنْ رؤيةِ البصرِ فتعدَّى بالهمزِة إلى ثانٍ، وهو " أعمالَهم " وقرأ الحسن والأعرج وقتادة وحمادة بن سَلَمة - وتروى عن نافع، قال الزمخشري :" وهي قراءةُ رسول الله ﷺ " - مبنياً للفاعل والمعنى : جزاءَ أعمالِهم.
فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (٧) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (٨)
قوله :﴿ خَيْراً ﴾، ﴿ شَرّاً ﴾ : في نصبِهما وجهان، أظهرهما : أنهما تمييز للمِثْقال فإنه مقدارٌ. والثاني : أنهما بدلان مِنْ " مثقالَ "