فصل فى التفسير الموضوعى للسورة كاملة
قال الشيخ محمد الغزالى :
سورة الزلزلة
قبل أن تقوم الساعة يقع فى الأرض زلزال كبير يدوخ منه سكان القارات أجمعون. والزلازل يتفاوت أثرها بمدتها وشدتها. وقد يستمر الزلزال بضع دقائق فيترك العواصم أنقاضا، والقرى ترابا. وقد عاينت زلزالا من نصف دقيقة طاش له اللب، وهام الناس على وجوههم منه. فإذا اقترن الزلزال بثوران البراكين وانطلاق الحمم من باطن الأرض، تضاعف العذاب " إذا زلزلت الأرض زلزالها * وأخرجت الأرض أثقالها * وقال الإنسان ما لها ". ماذا حدث لها؟ وماذا يراد بنا؟ " يومئذ تحدث أخبارها * بأن ربك أوحى لها ". يومئذ يشعر الناس بأن اليوم الموعود قد حل، وأن حساب الناس على ما قدموا قد آن. "يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم ". إن شعورهم بما كان منهم قوى غالب :" يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ". والحساب بمثقال الذرة فى ذلك اليوم العصيب. وفى الحديث أن النبى عليه الصلاة والسلام سئل عن زكاة الحمير، فقال : ما أنزل الله فيها شيئا إلا هذه الآية الجامعة الفاذة " فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ". أ هـ ﴿نحو تفسير موضوعى صـ ٥٣٥﴾