" فصل "
قال السيوطى :
سورة الزلزلة
أقول : لما ذكر في آخر (لم يكُن) أن جزاء الكافرين جهنم، وجزاء المؤمنين جنات، فكأنه قيل : متى يكون ذلك؟ فقيل :(إِذا زُلزِلَت الأَرضُ زِلزالها) أي حين تكون زلزلة الأرض، إلى آخره
هكذا ظهر لي، ثم لما راجعت تفسير الإمام الرازي، ورأيته ذكر نحوه حمدت الله كثيراً وعبارته : ذكروا في مناسبة هذه السورة لما قبلها وجوها منها : أنه تعالى لما قال :(جَزاؤهُم عِندَ رَبِهِم جناتُ عدنٍ) فكأن المكلف قال : ومتى يكون ذلك يا رب؟ فقال :(إِذا زُلزِلَت الأَرض) ومنها : أنه لما ذكر فيها وعيد الكافرين، ووعد المؤمنين، أراد أن يزيد في وعيد الكافرين فقال :(إِذا زُلزِلَت الأَرض) ونظيره :(يومَ تبيضُ وجوهٌ وتسودُ وجوه) ثم ذكر ما للطائفتين فقال :(فأَما الذينَ اسودت وجوهَهُم) إلى آخره ثم جمع بينهما هنا في آخره السورة بذكر الذي يعمل الخير والشر انتهى. أ هـ ﴿أسرار ترتيب القرآن صـ ١٥٥ ـ ١٥٦﴾