و ﴿ أخبارها ﴾ مفعول ثانٍ لفعل ﴿ تحدث ﴾ لأنه مما ألحق بظن لإِفادة الخَبَر عِلماً، وحذف مفعوله الأول لظهوره، أي تحدث الإِنسان لأن الغرض من الكلام هو إخبارها لما فيه من التهويل.
وضمير ﴿ تحدث ﴾ عائد إلى ﴿ الأرض ﴾.
والتحديث حقيقته : أن يصدر كلام بخبر عن حَدث.
وورد في حديث الترمذي عن أبي هريرة قال :" قرأ رسول الله ﷺ هذه الآية ﴿ يومئذ تحدث أخبارها ﴾ قال : أتدرون ما أخبارها؟ قالوا : الله ورسوله أعلم قال : فإن أخبارها أن تشهد على كل عبد أو أمة بما عمل على ظهرها تقول : عَمل كذا وكذا فهذه أخبارها " أ هـ.
وجُمع ﴿ أخبارها ﴾ باعتبار تعدد دلالتها على عدد القائلين ﴿ ما لها ﴾ وإنما هو خبر واحد وهو المبيَّن بقوله :﴿ بأن ربك أوحى لها ﴾.
وانتصب ﴿ أخبارها ﴾ على نزع الخافض وهو باء تعدية فعل ﴿ تحدث ﴾.
وقوله :﴿ بأن ربك أوحى لها ﴾ يجوز أن يتعلق بفعل ﴿ تحدث ﴾ والباء للسببيَّة، أي تحدث أخبارها بسبب أن الله أمرها أن تحدث أخبارها.
ويجوز أن يكون بدلاً من ﴿ أخبارها ﴾ وأظهرت الباء في البدل لتوكيد تعدية فعل ﴿ تحدث ﴾ إليه، وعلى كلا الوجهين قد أجملت أخبارها وبينها الحديث السابق.
وأطلق الوحي على أمر التكوين، أي أوجَدَ فيها أسباب إخراج أثقالها فكأنه أسرَّ إليها بكلام كقوله تعالى :﴿ وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتاً ﴾ [ النحل : ٦٨ ] الآيات.
وعُدي فعل ﴿ أوحى ﴾ باللام لتضمين ﴿ أوحى ﴾ معنى قال كقوله تعالى :﴿ فقال لها وللأرض ائتيا طوعاً أو كرهاً ﴾ [ فصلت : ١١ ]، وإلا فإن حق ﴿ أوحى ﴾ أن يتعدى بحرف ( إلى ).
والقول المضمَّن هو قول التكوين قال تعالى :﴿ إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون ﴾ [ النحل : ٤٠ ].
وإنما عُدل عن فعل : قال لها إلى فعل ﴿ أوحى لها ﴾ لأنه حكاية عن تكوين لا عن قول لفظي. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ٣٠ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon