وقال ابن عطية فى الآيات السابقة :
﴿ إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (١) ﴾
العامل في :﴿ إذا ﴾ على قول جمهور النحاة وهو الذي يقتضيه القياس فعل مضمر يقتضيه المعنى وتقديره : تحشرون أو تجازون، ونحو هذا، ويمتنع أن يعمل فيه ﴿ زلزلت ﴾ لأن ﴿ إذا ﴾ مضافة إلى ﴿ زلزلت ﴾، ومعنى الشرط فيها ضعيف وقال بعض النحويين : يجوز أن يعمل فيها ﴿ زلزلت ﴾، لأن معنى الشرط لا يفارقها، وقد تقدمت نظائرها في غير سورة، و﴿ زلزلت ﴾ معناه : حركت بعنف، ومنه الزلزال، وقوله تعالى :﴿ زلزالها ﴾ أبلغ من قوله : زلزال، دون إضافة إليها، وذلك أن المصدر غير مضاف يقع على كل قدر من الزلزال وإن قل، وإذا أضيفت إليها وجب أن يكون على قدر ما يستحقه ويستوجبه جرمها وعظمها، وهكذا كما تقول : أكرمت زيداً كرامة فذلك يقع على كل كرامة وإن قلت بحسب زيد، فإذا قلت كرامته أوجبت أنك قد وفيت حقه، وقرأ الجمهور :" زِلزالها " بكسر الزاي الأولى، وقرأ بفتحها عاصم الجحدري، وهو أيضاً مصدر كالوسواس وغيره. و" الأثقال " : الموتى الذين في بطنها قاله ابن عباس، وهذه إشارة إلى البعث، وقال قوم من المفسرين منهم منذر بن سعيد الزجاج والنقاش : أخرجت موتاها وكنوزها.