وروى المُطَّلب بن حَنْطَب :" أن أعرابياً سمع النبيّ ﷺ يَقرأُها فقال : يا رسول الله، أمثقالُ ذرّة! قال :"نعم" فقال الأعرابيّ : واسَوْأَتَاه! مِراراً : ثم قام وهو يقولها ؛ فقال النبيّ ﷺ :"لقد دَخَلَ قلبَ الأَعْرابيّ الإيمانُ" " وقال الحسن : قَدِم صعصعة عَمّ الفرزدق على النبيّ ﷺ، فلما سمع ﴿ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ ﴾ الآيات ؛ قال : لا أبالي ألا أسمع من القرآن غيرها، حَسْبي، فقد انتهت الموعظة ؛ ذكره الثعلبي.
ولفظ الماوردِيّ : ورُوي أن صعصعة بن ناجية جدّ الفرزدق أتى النبيّ ﷺ يستقرئه، فقرأ عليه هذه الآية ؛ فقال صعصعة : حسبي حسبي ؛ إن عَمِلتُ مِثقالَ ذرَّةٍ شَرًّا رأيتُه.
ورَوى مَعمر عن زيد بن أسلم :" أن رجلاً جاء إلى النبيّ ﷺ فقال : عَلِّمني مما علمك الله.
فدفعه إلى رجل يعلمه ؛ فعلمه ﴿ إِذَا زُلْزِلَتِ ﴾ حتى إذا بلغ ﴿ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ ﴾ قال : حسبي.
فأخبر النبيّ ﷺ فقال :"دَعُوهُ فإنَّهُ قد فَقُه" " ويحكى أن أعرابياً أخَّر "خَيْراً يَرَهُ" فقيل : قدمت وأخرت.
فقال :
خذ بطنَ هَرشَى أو قَفاها فإنهُ...
كِلا جانِبي هَرْشَى لهنّ طرِيق. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٢٠ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon