قرأ الجمهور :﴿ حصل ﴾ بضم الحاء، وتشديد الصاد مكسوراً مبنياً للمفعول.
وقرأ عبيد بن عمير، وسعيد بن جبير، ويحيى بن يعمر، ونصر بن عاصم حصل بفتح الحاء والصاد، وتخفيفها مبنياً للفاعل، أي : ظهر.
﴿ إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ ﴾ أي : إن ربّ المبعوثين بهم لخبير لا تخفى عليه منهم خافية، فيجازيهم بالخير خيراً، وبالشرّ شرّاً.
قال الزجاج : الله خبير بهم في ذلك اليوم، وفي غيره، ولكن المعنى : إن الله يجازيهم على كفرهم في ذلك اليوم، ومثله قوله تعالى :﴿ أُولَئِكَ الذين يَعْلَمُ الله مَا فِى قُلُوبِهِمْ ﴾ [ النساء : ٦٣ ] معناه : أولئك الذين لا يترك الله مجازاتهم.
قرأ الجمهور :﴿ إن ربهم ﴾ بكسر الهمزة، وباللام في لخبير.
وقرأ أبو السماك بفتح الهمزة، وإسقاط اللام من ﴿ لخبير ﴾.
وقد أخرج البزار، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والدارقطني في الأفراد، وابن مردويه عن ابن عباس قال :"بعث رسول الله ﷺ خيلاً، فاستمرّت شهراً لا يأتيه منها خبر، فنزلت :﴿ والعاديات ضَبْحاً ﴾ ضبحت بأرجلها.
ولفظ ابن مردويه : ضبحت بمناخرها.
﴿ فالموريات قَدْحاً ﴾ قدحت بحوافرها الحجارة، فأورت ناراً.
﴿ فالمغيرات صُبْحاً ﴾ صبحت القوم بغارة.
﴿ فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً ﴾ أثارت بحوافرها التراب.
﴿ فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً ﴾ صبحت القوم جميعاً.
وأخرج ابن مردويه من وجه آخر عنه قال :"بعث رسول الله ﷺ سرية إلى العدوّ، فأبطأ خبرها، فشقّ ذلك عليه، فأخبره الله خبرهم، وما كان من أمرهم، فقال :﴿ والعاديات ضَبْحاً ﴾.
قال : هي الخيل".
والضبح نخير الخيل حين تنخر.
﴿ فالموريات قَدْحاً ﴾ قال : حين تجري الخيل توري ناراً أصابت بسنابكها الحجارة.


الصفحة التالية
Icon