وأخرج عبد بن حميد عن عامر قال : تمارى عليّ وابن عباس في العاديات ضبحاً فقال ابن عباس : هي الخيل، وقال عليّ : كذبت يا ابن فلانة، والله ما كان معنا يوم بدر فارس إلا المقداد، وكان على فرس أبلق. قال : وكان عليّ يقول : هي الإِبل. فقال ابن عباس : ألا ترى أنها تثير نقعاً فما شيء تثيره إلا بحوافرها.
وأخرج عبد بن حميد والحاكم وصححه من طريق مجاهد عن ابن عباس ﴿ والعاديات ضبحاً ﴾ قال : الخيل ﴿ فالموريات قدحاً ﴾ قال : الرجل إذا أورى زنده ﴿ فالمغيرات صبحاً ﴾ قال : الخيل تصبح العدوّ ﴿ فأثرن به نقعاً ﴾ قال : التراب ﴿ فوسطن به جمعاً ﴾ قال : العدو ﴿ إن الإِنسان لربه لكنود ﴾ قال : لكفور.
وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد ﴿ والعاديات ضبحاً ﴾ قال : قال ابن عباس في القتال، وقال ابن مسعود : في الحج.
وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق عمرو بن دينار عن عطاء عن ابن عباس ﴿ والعاديات ضبحاً ﴾ قال : ليس بشيء من الدواب يضبح إلا كلب أو فرس ﴿ فالموريات قدحاً ﴾ قال : هو مكر الرجل قدح فأورى ﴿ فالمغيرات صبحاً ﴾ قال : غارت الخيل صبحاً ﴿ فأثرن به نقعاً ﴾ قال : غبار وقع سنابك الخيل ﴿ فوسطن به جمعاً ﴾ قال : جمع العدو. قال عمرو : وكان عبيد بن عمير يقول : هي الإِبل.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس ﴿ والعاديات ضبحاً ﴾ قال : الخيل ضبحها زجرها ألم تر أن الفرس إذا عدا قال : أح أح فذاك ضبحها.
وأخرج ابن جرير عن علي قال : الضبح من الخيل الحمحمة ومن الإِبل النفس.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة ﴿ والعاديات ضبحاً ﴾ قال : هي الخيل تعدو حتى تضبح ﴿ فالموريات قدحاً ﴾ قال : قدحت النار بحوافرها ﴿ فالمغيرات صبحاً ﴾ غارت حين أصبحت ﴿ فأثرن به نقعاً ﴾ قال : غبار ﴿ فوسطن به جمعاً ﴾ قال : جمع القوم ﴿ إن الإِنسان لربه لكنود ﴾ قال : لكفور.