والفاحش : البخيل أيضاً قال اللّه سبحانه :﴿ وَيَأْمُرُكُم بالفحشآء ﴾ [ البقرة : ٢٦٨ ] أي البخل، وقيل : معناه : وإنّه لحب الخير لقويّ، وقال الفرّاء : كان موضع الحب أن يكون بعد شديد وأن يضاف شديد إليه فيقال : وإنّه لشديد الحبّ للخير، فلمّا يقدم الحبّ قبل شديد وحذف من آخره لمّا جرى ذكره في أوله، ولرؤوس الآيات كقوله سبحانه :﴿ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ ﴾ [ إبراهيم : ١٨ ] والعصوف لا يكون للأيّام إنّما يكون للريح، فلمّا جرى ذكر الريح قبل اليوم طرحت من آخره كأنه قيل : في يوم عاصف الريح.
﴿ أَفَلاَ يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ ﴾ يُحث وأثير، قال الفرّاء : وسمعت بعض أعراب بني أسد يقرأ : بُحثر بالحاء وقال : هما لغتان.
﴿ مَا فِي القبور ﴾ فأُخرجوا منها ﴿ وَحُصِّلَ مَا فِي الصدور ﴾ أي مُيَّز وأُبرز ما فيها من خير أو شرّ، وقرأ عبيد بن عمير وسعيد بن جُبير حَصَل بفتح الحاء وتخفيف الصاد أي ظهر.
﴿ إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ ﴾ جمع الكناية لانّ الإنسان اسم الجنس.
﴿ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ ﴾ عالم، والقراءة بكسر الألف لأجل اللام، ولولاها لكانت مفتوحة بوقوع العلم عليها. وبلغني أن الحجاج بن يوسف قرأ على المنبر هذه السورة يحضُّ الناس على الغزو فجرى على لسانه : أنّ ربهم بفتح الألف ثم استدركها من جهة العربية فقال : خبير، وأسقط اللام. أ هـ ﴿الكشف والبيان حـ ١٠ صـ ٢٦٨ ـ ٢٧٣﴾


الصفحة التالية
Icon