وقوله عز وجل :﴿فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً...﴾.
اجتمعوا على تخفيف (فوسطن)، ولو قرئت "فوسّطن" كان صوابا ؛ لأن العرب تقول : وسَطت الشىء، ووسَّطته وتوسَّطته، بمعنى واحد.
﴿ إِنَّ الإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ﴾
وقوله عز وجل :﴿إِنَّ الإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ...﴾.
قال الكلبى وزعم أنها فى لغة كندة وحضرموت :"لَكَنُود" : لَكفور بالنعمة.
وقال الحسن :﴿إِنَّ الإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ﴾ قال : لَوّام لربه يُعد المسيئات، وينسى النعم.
﴿ وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ ﴾
وقوله عز وجل :﴿وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ...﴾.
يقول : وإن الله على ذلك لشهيد.
﴿ وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ ﴾
وقوله تبارك وتعالى :﴿وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ...﴾.
قد اختلف فى هذا ؛ قال الكلبى بإسناده : لشديد : لبخيل، وقال آخر : وإنه لحب الخير لقوىٌّ، والخير : المال. ونرى والله أعلم ـ أن المعنى : وإنه لِلْخير لشديد الحب، والخير : المال، وكأن الكلمة لما تقدم فيها الحب، وكان موضعه أن يضاف إليه شديد حذف الحب من آخرة لمّا جرى ذكره فى أوله، ولرءوس الآيات، ومثله فى سورة إبراهيم :﴿أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِى يَوْمٍ عَاصِفٍ﴾ والعصُوف لا يكون للأَيام ؛ إنما يكون للريح [/ا] فلما جرى ذكر الريح قبل اليوم طرحت من آخره، كأنه قيل : فى يوم عاصف الريح.
﴿ أَفَلاَ يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ ﴾
وقوله عز وجل :﴿أَفَلاَ يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ...﴾.
رأيتها فى مصحف عبدالله :"إذا بحث ما فى القبور"، وسمعت بعض أعراب بنى أسد، وقرأها فقال :"بحثر" وهما لغتان : بحثر، وبعثر.
﴿ وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ ﴾
وقوله عز وجل :﴿وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ...﴾ بُيّن.
﴿ إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ ﴾
وقوله عز وجل :﴿إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ...﴾.
وهى فى قراءة عبدالله :"بأنه يومئذ بهم خبير". أ هـ ﴿معانى القرآن / للفراء حـ ٣ صـ ٢٨٤ ـ ٢٨٦﴾


الصفحة التالية
Icon