أرى الموت يعتام الكرام ويصطفي...
عقيلة مال الفاحش المتشدد
وقال قتادة : الخير من حيث وقع في القرآن هو المال.
قال ابن عطية : ويحتمل أن يراد هذا الخير الدنيوي من مال وصحة وجاءه عند الملوك ونحوه، لأن الكفار والجهال لا يعرفون غير ذلك.
فأما المحب في خير الآخرة فممدوح مرجوله الفور.
وقال الفراء : نظم الآية أن يقال : وإنه لشديد الحب للخير.
فلما تقدم الحب قال لشديد، وحذف من آخره ذكر الحب لأنه قد جرى ذكره، ولرءوس الآي كقوله تعالى :﴿ في يوم عاصف ﴾ والعصوف : للريح لا للأيام، كأنه قال : في يوم عاصف الريح، انتهى.
وقال غيره ما معناه : لأنه ليس أصله ذلك التركيب، بل اللام في ﴿ لحب ﴾ لام العلة، أي وإنه لأجل حب المال لبخيل ؛ أو وإنه لحب المال وإيثاره قوي مطيق، وهو لحب عبادة الله وشكر نعمه ضعيف متقاعس.
تقول : هو شديد لهذا الأمر وقوي له إذا كان مطيقاً له ضابطاً.
قال الزمخشري : أو أراد : وإنه لحب الخيرات غير هش منبسط، ولكنه شديد منقبض.
﴿ أفلا يعلم ﴾ : توقيف إلى ما يؤول إليه الإنسان، ومفعول يعلم محذوف وهو العامل في الظرف، أي أفلا يعلم مآ له؟ ﴿ إذا بعثر ﴾، وقال الحوفي : إذا ظرف مضاف إلى بعثر والعامل فيه يعلم.
انتهى، وليس بمتضح لأن المعنى : أفلا يعلم الآن؟ وقرأ الجمهور : بعثر بالعين مبنياً للمفعول.
وقرأ عبد الله : بالحاء.
وقرأ الأسود بن زيد : بحث.
وقرأ نضر بن عاصم : بحثر على بنائه للفاعل.
وقرأ ابن يعمر ونصر بن عاصم ومحمد بن أبي سعدان : وحصل مبنياً للفاعل ؛ والجمهور : مبنياً للمفعول.
وقرأ ابن يعمر أيضاً ونصر بن عاصم أيضاً : وحصل مبنياً للفاعل خفيف الصاد، والمعنى جمع ما في المصحف، أي أظهر محصلاً مجموعاً.
وقيل : ميز وكشف ليقع الجزاء عليه.