وعلى هذا فاللام في ﴿ العاديات ﴾ للعهد. ويحتمل أن يكون للجنس ويدخل خيل السرية فيها دخولاً أولياً. وقوله ﴿ فالمغيرات ﴾ على هذا يكون من أغار على العدو إذا شن عليهم الغارة والجمع جماعة الغزاة أو الكفرة. وقيل : الإيراء عبارة عن شبيب نيران الحرب وإيقادها كقوله ﴿ كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله ﴾
وقيل : معناه جمع ما في الصدور في الصحف أي أظهر محصلاً مجموعاً. وقيل : يكشف ما في البواطن من الأخبار وما في الأستار من الأسرار ويندرج فيه أعمال الجوارح تبعاً. وإنما لم يقل ما في القلوب لأن القلب مطية الروح وهو بالطبع محب لمعرفة اله تعالى إنما المنازع في هذا الباب هو النفس ومحلها ما يقرب من الصدر، وإنما جمع الضمير في قوله ﴿ إن ربهم بهم ﴾ حملاً على معنى الإنسان. ومعنى تقييد العلم بذلك الزمان حيث قال ﴿ يومئذ ﴾ وهو عالم بأحوالهم أزلاً وأبداً التوبيخ وكأنه تعالى قال : إن من لم يكن عالماً في الأزل فإنه يصير بعد الاختبار عالماً، فالذي هو عالم في الأزل كيف لا يكون خبيراً بهم في الأبد؟ ويجوز أن يكون سبب التقييد هو أن ذلك وقت المجازاة على حسب العلم بالأعمال والأقوال والأحوال وإليه المصير والمآب. أ هـ ﴿غرائب القرآن حـ ٦ صـ ٥٤٩ ـ ٥٥١﴾