٤٦٢١ يا لَهْفَ زيَّابةَ لِلحارِث ال صابحِ فالغانِمِ فالآئِبِ
وتقدَّم تقريرُه أولَ البقرة. وقيل : التقديرُ : والإِبلِ العادياتِ مِنْ عرفةَ إلى مزدلفةَ، ومِنْ مزدلفةَ إلى مِنى، كما تقدَّم عن أمير المؤمنين. ويَدُلُّ له قولُ صفيَّةَ بنتِ عبد المطلب :
٤٦٢٢ أمَا والعادياتِ غَداةَ جَمْعٍ بأَيْديها إذا سَطَع الغُبارُ
وقيل :" فالموريات " أي : الجماعةُ التي تَمْكُرُ في الحرب. تقول العرب : لأُوْرِيَنَّ لك، لأَمْكُرَنَّ بك.
فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا (٤)
قوله :﴿ فَأَثَرْنَ ﴾ : عَطَفَ الفعلَ على الاسمِ ؛ لأنَّ الاسمَ في تأويل الفعلِ لوقوعِه صلةً ل أل. قال الزمخشري :" معطوفٌ على الفعلِ الذي وُضِعَ اسمُ الفاعلِ موضعَه " يعني في الأصل، إذ الأصلُ : واللاتي عَدَوْنَ فأَوْرَيْنَ فأغَرْنَ فَأَثَرْنَ.
قوله :﴿ بِهِ ﴾ : في الهاء أوجهٌ. أحدُهما : أنها ضميرُ الصُّبح، أي : فَأَثَرْنَ في وقتِ الصُّبح غُباراً. وهذا حَسَنٌّ ؛ لأنه مذكورٌ بالصَّريح. الثاني : أنه عائدٌ على المكانِ، وإن لم يَجْرِ له ذِكْرٌ ؛ لأنَّ الإِثارةَ لا بُدَّ لها من مكان، فالسِّياقُ والفعلُ يَدُلاَّن عليه. وفي عبارةِ الزمخشريِّ :" وقيل : الضمير لمكان الغارة " هذا على تلك اللُّغَيَّةِ، وإلاَّ فالفصيحُ أَنْ يقولَ : الإِغارة الثالث : أنَّه ضميرُ العَدْوِ الذي دَلَّ عليه " والعادياتِ ".


الصفحة التالية
Icon