بمعزلَ عنْ رتبةِ العقلاءِ وقُرِىءَ بُحْثرَ وبُحِثَ وبَحْثَر وبَحَثَ على بنائهِما للفاعلِ ﴿ وَحُصّلَ ﴾ أَيْ جمعَ محصلاً أوْ ميز خيرُه من شرِّهِ وقرىء وحَصَّلَ مبنياً للفاعلِ وحَصَلَ مخففاً ﴿ مَا فِى الصدور ﴾ منَ الأسرارِ الخفيةِ التي منْ جُملتِها ما يخفيه المنافقونَ من الكفرِ والمعاصِي فضلاً عن الأعمالِ الجليةِ ﴿ إِنَّ رَبَّهُم ﴾ أي المبعوثينَ كَنَّى عنْهُم بعدَ الإحياءِ الثاني بضميرِ العُقلاءِ بعدَ مَا عبرَ عنهُمْ قبلَ ذلكَ بَما بناءً على تفاوتِهم في الحالينِ كما فعلَ نظيرَهُ بعد الإحياءِ الأولِ حيثُ التفتَ إلى الخطابِ في قولِه تعالَى :﴿ وَجَعَلَ لَكُمُ السمع والابصار ﴾ الأيةَ بعدَ قولِه :﴿ ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ ﴾ إيذاناً بصلاحيتِهم للخطابِ بعد نفخِ الروحِ وبعدمِها قبلَه كما أُشيرَ إليهِ هناكَ ﴿ بِهِمُ ﴾ بذواتِهم وصفاتِهم وأحوالِهم بتفاصيلِها ﴿ يَوْمَئِذٍ ﴾ يومَ إذْ يكونُ ما ذكرَ من بعثِ ما في القبورِ وتحصيلِ مَا فِي الصدورِ ﴿ لَّخَبِيرٌ ﴾ أيْ عالمٌ بظواهرِ ما عملُوا وبواطنِه علماً موجباً للجزاءِ متصلاً بهِ كما ينبىءُ عنْهُ تقييدُه بذلكَ اليومِ وإلاَّ فمطلقُ علمِه سبحانَهُ محيطٌ بَما كانَ وما سيكونُ وقولُه تعالَى بِهم ويومئذَ متعلقانِ بخبيرٍ قدمَا عليه لمراعاة الفواصلِ واللامُ غيرُ مانعةٍ من ذلكَ وقرأ ابنُ السَّماكِ إنَّ ربَّهم بهمْ يومئذٍ خبيرٌ. أ هـ ﴿تفسير أبى السعود حـ ٩ صـ ﴾