مثل الفراش عشين نار المصطلى
وقرن بين الناس والجبال تنبيهاً على تأثير تلك القارعة في الجبال حتى صارت كالعهن المنفوش ؛ فكيف يكون حال الإنسان عند سماعها؟ وتقدم الكلام في الموازين وثقلها وخفتها في الأعراف، وعيشة راضية في الحاقة.
﴿ فأمه هاوية ﴾ : الهاوية دركة من دركات النار، وأمه معناه مأواه، كما قيل للأرض أم الناس لأنها تؤويهم، وكما قال عتبة بن أبي سفيان في الحرب : فنحن بنوها وهي أمنا.
وقال قتادة وأبو صالح وغيره : فأم رأسه هاوية في قعر جهنم لأنه يطرح فيها منكوساً.
وقيل : هو تفاؤل بشر، وإذا دعوا بالهلكة قالوا هوت أمه، لأنه إذا هوى، أي سقط وهلك فقد هوت أمه ثكلاً وحزناً.
قال الشاعر :
هوت أمه ما نبعث الصبح غاديا...
وماذا يرد الليل حين يؤون
وقرأ الجمهور :﴿ فأمه ﴾ بضم الهمزة، وطلحة بكسرها.
قال ابن خالويه : وحكى ابن دريد أنها لغة.
وأما النحويون فإنهم يقولون : لا يجوز كسر الهمزة إلا أن يتقدمها كسرة أو ياء، انتهى.
﴿ وما أدراك ﴾ : هي ضمير يعود على هاوية إن كانت كما قيل دركة من دركات النار معروفة بهذا الاسم، وإن كانت غير ذلك مما قيل فهي ضمير الداهية التي دل عليها قوله :﴿ فأمه هاوية ﴾، والهاء فيما هيه هاء السكت، وحذفها في الوصل ابن أبي إسحاق والأعمش وحمزة، وأثبتها الجمهور :﴿ نار ﴾ : خبر مبتدأ محذوف، أي هي نار، أعاذنا الله منها بمنه وكرمه. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٨ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon