فتكون أمه هاوية، وهي النار ويلقى فيها منكساً تهوى رأسه والعياذ بالله.
وحكى القرطبي على أن الأم بمعنى قول لبيد :
فالأرض معقلنا وكانت أمنا... فيها مقابرنا وفيها نولد
وعلى معنى الهاوية البعيدة والداهية، قول الشاعر :
يا عمرو لو نالتك رماحنا... كنت كمن تهوى به الهاوية
والهاوية : مكان الهوى.
كما قيل :
أكلت دماً إن لم أرعك بضرة... بعيدة مهوى القبرط مياسة القد
أو طيبة النشر.
وفي الحديث :" إن أحدكم ليتكلم بالكلمة لا يلقى لها بأساً يهوى بها في النار أربعين خريفاً ".
نسأل الله السلام.
وقد فسر الهاوية بما بعدها :﴿ وَمَآ أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ نَارٌ حَامِيَةٌ ﴾ [ القارعة : ١٠-١١ ].
وقد فسر الهاوية بأنها أسفل دركات النار. عياذاً بالله.
وقد جاء قوله تعالى :﴿ كَلاَّ لَيُنبَذَنَّ فِي الحطمة وَمَآ أَدْرَاكَ مَا الحطمة نَارُ الله الموقدة ﴾ [ الهمزة : ٤-٦ ].
والنبذ : الطرح، مما يرجع ما قلناه من إمكان إرادة المعنيين كون أمه هي الهاوية أي النار، يهوى فيها على أُم رأسه، وذلك بالنبذ في الهاوية بعيدة المهوى، وعادة الجسم إذا ألقى من شاهق بعيداً يسبغه إلى أسفل أثقله، وأثقل جسم الإنسان رأسه. والله تعالى أعلم. أ هـ ﴿أضواء البيان حـ ٩ صـ ﴾