وقال الفراء :
سورة ( القارعة )
﴿ يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ ﴾
قوله عز وجل :﴿يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ...﴾.
يريد : كغوغاء الجراد يركب بعضه بعضا، كذلك الناس يومئذ يجول بعضهم فى بعض.
﴿ وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ ﴾
وقوله عز وجل :﴿كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ...﴾ وفى قراءة عبدالله :"كالصوف المنفوش"، وذكِر : أن صُوَر الجبال تسيّر على الأرض، وهى فى صور الجبال كالهباء.
وقوله عز وجل :﴿كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ﴾.
لأن ألوانها مختلفة، كألوان العهن.
﴿ فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ ﴾
وقوله عز وجل :﴿فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ...﴾.
ووزنه، والعرب تقول : هل لك فى درهم بميزان درهمك ووزن درهمك، ويقولون : دارى بميزان دارك ووزن دارك، وقال الشاعر :
قد كنتُ قبلَ لقائِكم ذا مِرَّةٍ * عندى لكلٍ مخاصم ميزانه
يريد : عندى وزن كلامه ونقضه.
﴿ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ ﴾
وقوله جل وعز :﴿فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ...﴾.
صارت مأواه، كما تؤوى المرأة ابنها، فجعلها إذ لا مأوى له غيرها أمًّا له. أ هـ ﴿معانى القرآن / للفراء حـ ٣ صـ ٢٨٦ ـ ٢٨٧﴾


الصفحة التالية
Icon