وقال بعض المفسرين المراد بأمه أمّ رأسه لأنهم يطرحون فيها على رؤوسهم، والأول أولى وأن أهل النار يدفعون فيها دفعا وطرحا وزجا على وجوههم ورؤوسهم لا يؤبه بهم لحقارتهم، والحكم أنه لا يقال أن الأعمال أمور معنوية لا يتأتى فيها الوزن لأنها تجسّم يوم القيامة، ولا يستبعد هذا على من يسخر الجوارح بالشهادة على ذويها لأن في القيامة ما لا يخطر على قلب بشر، ولا يتصوره العقل راجع تفسير الآية ٢٣ من سورة الفجر المارة والآيتين ١٠٧ و١٠٩ في ج ٢ تجد أن القيامة يقع فيها أشياء خارقة للعادة "وَما أَدْراكَ" أيها الإنسان "ما هِيَهْ ١٠" هي داهية دهماء تصفر منها الأعضاء وهي
"نارٌ حامِيَةٌ ١١" جدا بلغت حرارتها النهاية وعذابها الغاية، نعوذ بعظمة اللّه منها ومن أهلها.
روي عن أبي بكر الصديق رضي اللّه عنه أنه قال : إنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه يوم القيامة باتباعهم الحق في الدنيا وثقله عليهم، وحق لميزان بوضع فيه الحق غدا أن يكون ثقيلا، وانما خفت موازين من خفت موازينه يوم القيامة باتباعهم الباطل في الدنيا وخفته عليهم، وحق لميزان بوضع فيه الباطل غدا أن يكون خفيفا.
هذا، واللّه أعلم، وأستغفر اللّه، ولا حول ولا قوة إلا باللّه العلي العظيم، وصلّى اللّه وسلم على سيدنا محمد وآله وأصحابه واتباعه أجمعين. أ هـ ﴿بيان المعاني حـ ١ صـ ٢٣٤ ـ ٢٣٦﴾