فصل فى التفسير الموضوعى للسورة كاملة
قال الشيخ محمد الغزالى :
سورة القارعة
قبيل قيام الساعة، والناس فى بيوتهم أو أعمالهم، ينطلق صوت مرهب، يفزع له اليقظان ويستيقظ له الهاجع ويشعر الكل بالخطر المحدق :" واستمع يوم يناد المناد من مكان قريب * يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج". هل هو قرع أجراس أو قرع طبول أو هو الصاخة التى تخرق الآذان؟ إنه " القارعة * ما القارعة * وما أدراك ما القارعة * يوم يكون الناس كالفراش المبثوث * وتكون الجبال كالعهن المنفوش ". إن الجبال فقدت تماسكها، وتساقطت كقطع الصوف المندوف. أما الناس فكأسراب الفراش أو الجراد المنتشر، لا يلوى أحد على أحد، كل امرئ يبحث عن مستقبله، يريد أن يعرف أين مصيره؟ إنك صنعت مستقبلك فى الأيام التى خلت. " فأما من ثقلت موازينه * فهو في عيشة راضية". والمراد كفة الخير الملأى بحسناته. أما إذا قل خيره وطفح شره " فأمه هاوية " تعبير جرىء على عادة العرب الذين يجعلون حال الأم دليلا على حال ابنها فى الحزن والسرور، روى أن أعرابيا سمع الآية " واتخذ الله إبراهيم خليلا". فقال : لقد قرت عين أم إبراهيم!! والهاوية اسم للمكان المنخفض، والمراد هنا جهنم.. لقوله بعد " وما أدراك ما هيه * نار حامية". أ هـ ﴿نحو تفسير موضوعى صـ ٥٣٧﴾