ولما كانت الجبال أشد ما تكون، عظم الرهبة بالإخبار بما يفعل بها فقال تعالى :﴿وتكون الجبال﴾ على ما هي عليه من الشدة والصلابة وأنها صخور راسخة ﴿كالعهن﴾ أي الصوف المصبغ لأنها ملونة كما قال تعالى :
﴿ومن الجبال جدد بيض وحمر﴾ [ فاطر : ٢٧ ] أي وغير ذلك ﴿المنفوش﴾ أي المندوف المفرق الأجزاء الذي ليس هو بمتلبد شيء منه على غيره، فتراها لذلك متطايرة في الجو كالهباء المنثور حتى تعود الأرض كلها لا عوج فيها ولا أمتاً. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٨ صـ ٥١٣ ـ ٥١٤﴾