فأوّل حالهم كالفَراش لا وجه له، يَتَحيَّرُ في كل وجه، ثم يكونون كالجراد، لأن لها وجهاً تقصده.
والمبثوث : المتفرق المنتشر.
وإنما ذكر على اللفظ : كقوله تعالى :﴿ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ ﴾ [ القمر : ٢٠ ] ولو قال المبثوثة فهو كقوله تعالى :﴿ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ ﴾ [ الحاقة : ٥ ].
وقال ابن عباس والفراء :"كالفراشِ المبثوثِ" كغَوغاء الجراد، يركب بعضها بعضاً.
كذلك الناس، يجول بعضهم في بعض إذا بعثوا.
وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ (٥)
أي الصوف الذي يُنْفش باليد، أي تصير هباء وتزول ؛ كما قال جل ثناؤه في موضع آخر :﴿ هَبَآءً مُّنبَثّاً ﴾ [ الواقعة : ٦ ].
وأهل اللغة يقولون : العِهن الصوف المصبوغ.
وقد مضى في سورة ﴿ سَأَلَ سَآئِلٌ ﴾ [ المعارج : ١ ]. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٢٠ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon