والفراش : الطير الذي تراه يتساقط في النار، والسراج، والواحدة فراشة، كذا قال أبو عبيدة وغيره.
قال الفراء : الفراش هو الطائر من بعوض وغيره، ومنه الجراد.
قال وبه يضرب المثل في الطيش، والهوج، يقال : أطيش من فراشة، وأنشد :
فراشة الحلم فرعون العذاب وإن... يطلب نداه فكلب دونه كلب
وقول آخر :
وقد كان أقوام رددت حلومهم... عليهم وكانوا كالفراش من الجهل
والمراد بالمبثوث المتفرّق المنتشر.
يقال بثه : إذا فرقه.
ومثل هذا قوله سبحانه في آية أخرى :﴿ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ ﴾ [ القمر : ٧ ] وقال ﴿ المبثوث ﴾، ولم يقل المبثوثة ؛ لأن الكل جائز، كما في قوله :﴿ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ ﴾ [ القمر : ٢٠ ] و ﴿ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ ﴾ [ الحاقة : ٧ ] وقد تقدّم بيان وجه ذلك.
﴿ وَتَكُونُ الجبال كالعهن المنفوش ﴾ أي : كالصوف الملوّن بالألوان المختلفة الذي نفش بالندف.
والعهن عند أهل اللغة : الصوف المصبوغ بالألوان المختلفة، وقد تقدّم بيان هذا في سورة سأل سائل، وقد ورد في الكتاب العزيز أوصاف للجبال يوم القيامة.
وقد قدّمنا بيان الجمع بينها.
ثم ذكر سبحانه أحوال الناس، وتفرّقهم فريقين على جهة الإجمال فقال :﴿ فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ موازينه * فَهُوَ فِى عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ ﴾ قد تقدّم القول في الميزان في سورة الأعراف، وسورة الكهف، وسورة الأنبياء.
وقد اختلف فيها هنا.
فقيل : هي جمع موزون وهو العمل الذي له وزن وخطر عند الله، وبه قال الفرّاء وغيره.
وقيل : هي جمع ميزان.
وهو الآلة التي توضع فيها صحائف الأعمال، وعبر عنه بلفظ الجمع، كما يقال لكلّ حادثة ميزان، وقيل : المراد بالموازين الحجج والدلائل، كما في قول الشاعر :
لقد كنت قبل لقائكم ذا مرة... عندي لكلّ مخاصم ميزانه
ومعنى عيشة راضية مرضية يرضاها صاحبها.
قال الزجاج، أي : ذات رضى يرضاها صاحبها.