قال :"إن ذلك سيكون" " وعنه قال : قال رسول الله ﷺ :" إن أوّل ما يسأل عنه يوم القيامة يعني العبد أن يقال له : ألم نُصِحَّ لك جسمك، ونُروِيَك من الماء البارد " قال : حديث ابن عمر قال : سمعت رسول الله ﷺ يقول :" إذا كان يوم القيامة دعا الله بعبد من عباده، فيوقفه بين يديه، فيسأله عن جاهه كما يسأله عن ماله " والجاه من نعيم الدنيا لا محالة.
وقال مالك رحمه الله : إنه صحة البدن، وطيب النفس.
وهو القول السابع.
وقيل : النوم مع الأمن والعافية.
وقال سفيان بن عيينة : إن ما سَدَّ الجوع وستر العورة من خشن الطعام واللباس، لا يُسأل عنه المرء يوم القيامة، وإنما يُسأل عن النَّعيم.
قال : والدليل عليه أن الله تعالى أسكن آدم الجنة.
فقال له :﴿ إِنَّ لَكَ أَلاَّ تَجُوعَ فِيهَا وَلاَ تعرى * وَأَنَّكَ لاَ تَظْمَأُ فِيهَا وَلاَ تضحى ﴾ [ طه : ١١٨ ١١٩ ].
فكانت هذه الأشياء الأربعة ما يُسدّ به الجوع، وما يُدفع به العطش، وما يَسْتَكِنُّ فيه من الحر، ويَسْتُر به عَورته لآدم عليه السلام بالإطلاق، لا حساب عليه فيها، لأنه لا بدّ له منها.
قلت : ونحو هذا ذكره القشيري أبو نصر، قال : إن مما لا يسأل عنه العبد لباساً يواري سوأته، وطعاماً يقيم صُلْبه، ومكاناً يُكِنه من الحرّ والبرد.
قلت : وهذا منتزع من قوله عليه السلام :" ليسَ لابن آدمَ حَقٌّ في سِوى هذه الخصال : بيت يسكنه، وثوب يواري عورته، وجِلْف الخبز والمَاء " خرجه الترمذيّ.
وقال النضر بن شُميل : جِلف الخبز : ليس معه إدام.
وقال محمد بن كعب : النعيم : هو ما أنعم الله علينا بمحمد صلى الله عليه وسلم.
وفي التنزيل :﴿ لَقَدْ مَنَّ الله عَلَى المؤمنين إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنْفُسِهِمْ ﴾ [ آل عمران : ١٦٤ ].


الصفحة التالية
Icon