يسأل عن أربع : عن عمره فيم أفناه وعن شبابه فيم أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه وعن علمه ماذا عمل به " وعن الباقر رضي الله عنه أن النعيم العافية. وعنه أن الله أكرم من أن يطعم عبداً ويسقيه ثم يسأله عنه، وإنَّما النعيم الذي عنه هو رسول الله ﷺ أما سمعت قوله تعالى ﴿ لقد منّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً ﴾ [ آل عمران : ١٦٤ ] وقيل : هو الزائد على الكفاية. وقيل : خمس نعم : شبع البطون وبارد الشراب ولذة النوم وإظلال المساكن واعتدال الخلق، وعن ابن مسعود : الأمن والصحة والفراغ، وعن ابن عباس : ملاذ المأكول والمشروب. وقيل : الانتفاع بالحواس السليمة. وعن الحسين بن الفضل : تخفيف الشرائع وتيسير القرآن. وقال ابن عمر : الماء البارد. والظاهر العموم لأجل لام الجنس إلا أن سؤال الكافر للتوبيخ لأنه عصة وكفر، وسؤال المؤمن للتشريف فإنه أطاع وشكر. والظاهر أن هذا السؤال في الموقف وهو متقدم على مشاهدة جهنم. ومعنى " ثم " الترتيب في الإخبار أي ثم أخبركم أنكم تسألون يوم القيامة عن النعيم. وقيل : هو في النار توبيخاً لهم كقوله ﴿ كلما ألقي فيها فوج سألتهم خزنتها ألم يأتكم نذير ﴾ [ الملك : ٨ ] وقوله ﴿ ما سلككم ﴾ [ المدثر : ٤٢ ] ونحوه. أ هـ ﴿غرائب القرآن حـ ٦ صـ ٥٥٤ ـ ٥٥٧﴾


الصفحة التالية
Icon