سبحانه جهلهم وضلالهم رادعا لهم بقوله
كَلَّا يعنى ما تتكاثرون ولا تتفاخرون وتتباهون بهذه الزخرفة الفانية الدنية أيها الجاهلون المكابرون لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ أى لو علمتم يقينا علميا وصدقتم تصديقا قلبيا أنكم
لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ لما تكاثرتم ولا تفاخرتم بما تفاخرتم وما خطر ببالكم أمثال هذه الخواطر الكاذبة الا انكم جاهلون ذاهلون غافلون عن رؤيتها بل أنتم منكرون لها أيها المسرفون المفرطون لذلك قد كنتم تفتخرون وتتكاثرون بالحطام الدنية الدنياوية وتستلذون بلذاتها الفانية وشهواتها الغير الباقية. ثم كرر سبحانه امر الرؤية تهويلا عليهم وتنصيصا على وعيدهم فقال
ثُمَّ لَتَرَوُنَّها أى الجحيم المعدة لتعذيبكم عَيْنَ الْيَقِينِ أى يقينا عينيا حين تعاينونها وترون منازلكم فيها
ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ ولتحاسبن أيها الناس الناسون لعهود الحق ومواثيقه يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ الفاني الذي قد شغلكم عن الحق وألهاكم عن طاعته وعبادته وصرفكم عن النعيم المقيم فحينئذ ظهر عندكم خطأ آرائكم وفساد اهوائكم التي قد كنتم عليها في النشأة الأولى ولا يفيدكم ظهورهما لانقضاء زمان التدارك والتلافي. ربنا آتنا من لدنك رحمة انك أنت الوهاب
خاتمة سورة التكاثر
عليك أيها المحمدي المتصف باليقين العلمي بعموم المعتقدات الأخروية ان تكون على ذكر تام منها واستحضار كامل بحيث يكون علمك بها عينا بل حقا قبل حلولها ونزولها فعليك ان تركن عن الدنيا ومزخرفاتها الفانية ونعيمها الغير الباقية ولذاتها وتقنع بالكفاف وتتصف بالعزوبة والعفاف سيما في هذا الزمان الخوان وبين هذه الاخوان الذين هم اخوان الشياطين مشغولون بتكثير الزخارف والحطام في كل حين وأوان لتحصيل المال والجاه ليتفوقوا على الأقران وبالجملة عليك ان تلازم العزلة والفرار عن أصحاب الثروة والفضول فان صحبة الأشرار يعوقك عن ملاحظة الأسرار ويمنعك عن مشاهدة الأنوار. ربنا هب لنا من لدنك جذبة تنجينا من فضول الكلام وتوصلنا إلى دار السلام. أ هـ ﴿الفواتح الإلهية حـ ٢ صـ ٥٢٧ ـ ٥٢٨﴾