وقال الشوكانى :
قوله :﴿ ألهاكم التكاثر ﴾
أي : شغلكم التكاثر بالأموال والأولاد، والتفاخر بكثرتها، والتغالب فيها.
يقال : ألهاه عن كذا، وألهاه : إذا شغله، ومنه قول امرىء القيس :
فألهيتها عن ذي تمائم محول... وقال الحسن : معنى ألهاكم : أنساكم.
﴿ حتى زُرْتُمُ المقابر ﴾ أي : حتى أدرككم الموت، وأنتم على تلك الحال.
وقال قتادة : إن التكاثر التفاخر بالقبائل والعشائر.
وقال الضحاك : ألهاكم التشاغل بالمعاش.
وقال مقاتل، وقتادة أيضاً، وغيرهما : نزلت في اليهود حين قالوا نحن أكثر من بني فلان، وبنو فلان أكثر من بني فلان، ألهاهم ذلك حتى ماتوا.
وقال الكلبي : نزلت في حيين من قريش : بني عبد مناف، وبني سهم تعادّوا، وتكاثروا بالسيادة والأشراف في الإسلام، فقال كل حيّ منهم : نحن أكثر سيداً، وأعزّ عزيزاً، وأعظم نفراً، وأكثر قائداً، فكثر بنو عبد مناف بني سهم، ثم تكاثروا بالأموات، فكثرتهم بهم، فنزلت :﴿ ألهاكم التكاثر ﴾ فلم ترضوا ﴿ حتى زُرْتُمُ المقابر ﴾ مفتخرين بالأموات.
وقيل : نزلت في حيين من الأنصار.
والمقابر جمع مقبرة بفتح الباء وضمها.


الصفحة التالية
Icon