﴿ لَتَرَوُنَّ الجحيم ﴾ وذلك أن الصراط يوضع وسط جهنم، فناج مسلم، ومخدوش مسلم، ومكدوش في نار جهنم.
﴿ ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النعيم ﴾ يعني : شبع البطون، وبارد الشرب، وظلال المساكن، واعتدال الخلق، ولذة النوم.
وأخرج ابن مردويه عن عياض بن غنم مرفوعاً نحوه.
وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، والبيهقي في الشعب عن ابن عباس في قوله :﴿ ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النعيم ﴾ قال : صحة الأبدان، والأسماع، والأبصار، وهو أعلم بذلك منهم، وهو قوله :﴿ إِنَّ السمع والبصر والفؤاد كُلُّ أولئك كَانَ عَنْهُ مَّسْئُولاً ﴾ [ الإسراء : ٣٦ ] وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن مسعود عن النبيّ ﷺ :﴿ ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النعيم ﴾ قال : الأمن، والصحة.
وأخرج البيهقي عن عليّ بن أبي طالب قال : النعيم العافية.
وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عنه في الآية قال : من أكل خبز البرّ، وشرب ماء الفرات مبرداً، وكان له منزل يسكنه، فذلك من النعيم الذي يسأل عنه.
وأخرج ابن مردويه عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله ﷺ في الآية :" أكل خبز البرّ، والنوم في الظلّ، وشرب ماء الفرات مبرداً " ولعل رفع هذا لا يصح، فربما كان من قول أبي الدرداء.
وأخرج أحمد في الزهد، وابن مردويه عن أبي قلابة عن النبيّ ﷺ في الآية قال :" ناس من أمتي يعقدون السمن والعسل بالنقيّ، فيأكلونه " وهذا مرسل.
وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن عكرمة قال : لما نزلت هذه الآية.
قال الصحابة :"يا رسول الله أيّ نعيم نحن فيه؟ وإنما نأكل في أنصاف بطوننا خبز الشعير، فأوحى الله إلى نبيه ﷺ أن قل لهم : أليس تحتذون النعال، وتشربون الماء البارد، فهذا من النعيم".