(ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) أي إن هذا النعيم الذي تتفاخرون به وتعدونه مما يباهى بعضكم بعضا - ستسألون عنه - ماذا صنعتم به ؟ هل أديتم حق اللّه فيه.
وراعيتم حدود أحكامه فى التمتع به، فإن لم تفعلوا ذلك كان هذا النعيم غاية الشقاء فى دار البقاء.
روى عن عمر رضى اللّه عنه أنه قال :« أىّ نعيم نسأل عنه يا رسول اللّه، وقد أخرجنا من ديارنا وأموالنا ؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : ظلال المساكن والأشجار، والأخبية التي تقيكم الحر والبرد، والماء البارد فى اليوم الحار ».
وروى أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال :« من أصبح آمنا فى سربه، معافى فى بدنه، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها ».
اللهم وفقا لشكر نعمتك وأداء حقها، لنجد الجواب حاضرا حين سؤالنا عنها، اللهم آمين.
سورة العصر
هى مكية، وآياتها ثلاث، نزلت بعد سورة الشرح.
ومناسبتها لما قبلها - أنه ذكر فى السورة السابقة أنهم اشتغلوا بالتفاخر والتكاثر وبكل ما من شأنه أن يلهى عن طاعة اللّه، وذكر هنا أن طبيعة الإنسان داعية له إلى البوار، وموقعة له فى الدمار إلا من عصم اللّه وأزال عنه شرر نفسه، فكأن هذا تعليل لما سلف - إلى أنه ذكر فى السالفة صفة من اتبع نفسه وهواه، وجرى مع شيطانه حتى وقع فى التهلكة، وهنا ذكر من تجمل بأجمل الطباع، فآمن باللّه وعمل الصالحات، وتواصى مع إخوانه على الاستمساك بعرى الحق، والاصطبار على مكارهه. أ هـ ﴿تفسير المراغى حـ ٣٠ صـ ٢٢٩ ـ ٢٣٣﴾


الصفحة التالية
Icon