الدر. فقال : يا رسول الله إنما أريد عنيقاً في الغنم، فذبح ونصب، فلم يلبث إذ جاء بذلك إلى النبيّ ﷺ فأكل النبي ﷺ وصاحباه فشبعوا لا عهد لهم بمثلها. فما مكث النبي ﷺ إلا يسيراً حتى أتي بأسير من اليمن فجاءته فاطمة ابنة النبي ﷺ تشكو إليه العمل وتريه يديها وتسأله إياه. قال : لا، ولكن أعطيه أبا الهيثم فقد رأيته وما لقي هو وامرأته يوم ضفناهم، فأرسل إليه وأعطاه إياه فقال : خذ هذا الغلام يعينك على حائطك واستوص به خيراً : فمكث عند أبي الهيثم ما شاء الله أن يمكث فقال : لقد كنت مستقلاً أنا وصاحبتي بحائطنا اذهب فلا رب لك إلا الله، فخرج ذلك الغلام إلى الشام ورزق فيها ".
وأخرج الطبراني عن ابن مسعود " أن أبا بكر خرج لم يخرجه إلا الجوع، وخرج عمر لم يخرجه إلا الجوع، وأن النبي ﷺ خرج عليهما، وأنهما أخبراه أنه لم يخرجهما إلا الجوع، فقال : انطلقوا بنا إلى منزل رجل من الأنصار يقال له أبو الهيثم بن التيهان، فإذا هو ليس في المنزل ذهب يستقي، فرحبت المرأة برسول الله ﷺ وبصاحبيه، وبسطت لهم شيئاً فجلسوا عليه، فسألها النبي ﷺ أين انطلق أبو الهيثم؟ قالت : ذهب يستعذب لنا، فلم يلبث أن جاء بقربة فيها ماء فعلقها وأراد أن يذبح لهم شاة فكان النبي ﷺ كره ذلك، فذبح لهم عناقاً، ثم انطلق، فجاء بكبائس من النخل فأكلوا من ذلك اللحم والبسر والرطب، أو شربوا من الماء فقال أحدهما : إما أبو بكر وإما عمر : هذا من النعيم الذي نسأل عنه يوم القيامة؟ فقال النبي ﷺ :" المؤمن لا يثرب عليه شيء أصابه في الدنيا إنما يثرب على الكافر " ".


الصفحة التالية
Icon