" فوائد لغوية وإعرابية فى السورة الكريمة "
قال السمين :
سورة التكاثر
حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ (٢)
قوله :﴿ حتى زُرْتُمُ ﴾ :" حتى " : غايةٌ لقولِه " أَلْهاكم " وهو عطفٌ عليه.
ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (٤)
قوله :﴿ ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴾ : جعله الشيخُ جمالُ الدينُ بنُ مالك من التوكيدِ اللفظي مع توسُّط حرفِ العطفِ. وقال الزمخشري :" والتكريرُ تأكيدٌ للرَّدْعِ والردِّ عليهم، و " ثم " دالَّةٌ على أنَّ الإِنذارَ الثاني أبلغُ من الأولِ وأشدُّ، كما تقولُ للمنصوح : أقولُ لك ثم أقولُ لك لا تفعَلْ " انتهى. ونُقِل عن عليّ كرَّمَ اللَّهُ وجهَه :" كلاَّ سوف تعلمون في الدنيا، ثم كلاًّ سوف تعلمون في الآخرة " فعلى هذا يكونُ غيرَ مكرَّرٍ لحصولِ التغايُرِ بينهما لأجل تغايُرِ المتعلِّقَيْنِ. و " ثُمَّ " على بابها من المُهْلة. وحُذِفَ متعلَّقُ العِلْمِ في الأفعالِ الثلاثةِ لأنَّ الغَرَضَ الفِعْلُ لا متعلَّقُه. وقال الزمخشري :" والمعنى : لو تعلمون الخطأَ فيما أنتم عليه إذا عانَيْتُمْ ما تَنْقَلبون إليه " فقَدَّر له مفعولاً واحداً كأنه جَعَله بمعنى عَرَفَ.
كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (٥)
قوله :﴿ لَوْ تَعْلَمُونَ ﴾ جوابُه محذوفٌ. أي : لَفَعَلْتُم ما لا يُوصف. وقيل : التقديرُ : لرَجَعْتُمْ عن كُفْرِكم. وعلم اليقين : مصدرٌ. قيل : وأصلُه : العلمَ اليقينَ، فأُضِيِف الموصوفُ إلى صفتِه. وقيلَ : لا حاجةَ إلى ذلك ؛ لأنَّ العِلْمَ يكونُ يقيناً وغيرَ يقينٍ، فأُضِيفَ إليه إضافةُ العامِّ للخاصِّ. وهذا يَدُلُّ على أنَّ اليقينَ أخصُّ.
وقرأ ابن عباس " أأَلْهاكم " على استفهام التقريرِ والإِنكارِ. ونُقِل في هذا : المدُّ مع التسهيل، ونُقِلَ فيه تحقيقُ الهمزتَيْن من غيرِ مَدّ.
لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (٦)


الصفحة التالية
Icon