قراءة العامة ( لترون ) بفتح التاء، وقرىء بضمها من رأيته الشيء، والمعنى أنهم يحشرون إليها فيرونها، وهذه القراءة تروى عن ابن عامر والكسائي كأنهما أرادا لترونها فترونها، ولذلك قرأ الثانية :﴿ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا﴾ بالفتح، وفي هذه الثانية دليل على أنهم إذا أروها رأوها وفي قراءة العامة الثانية تكرير للتأكيد ولسائر الفوائد التي عددناها، واعلم أن قراءة العامة أولى لوجهين الأول : قال الفراء : قراءة العامة أشبه بكلام العرب لأنه تغليظ، فلا ينبغي أن الجحيم لفظه الثاني : قال أبو علي المعنى في :﴿لَتَرَوُنَّ الجحيم﴾ لترون عذاب الجحيم، ألا ترى أن الجحيم يراها المؤمنون أيضاً بدلالة قوله :
﴿وَإِن مّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا﴾ [ مريم : ٧١ ] وإذا كان كذلك كان الوعيد في رؤية عذابها لا في رؤية نفسها يدل على هذا قوله :﴿إِذْ يَرَوْنَ العذاب﴾ [ البقرة : ١٦٥ ] وقوله :﴿وَإِذَا رَأى الذين ظَلَمُواْ العذاب﴾ [ النحل : ٨٥ ] وهذا يدل على أن ( لترون ) أرجح من ( لترون ).
ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (٨)
فيه قولان :
المسألة الأولى :
في أن الذي يسأل عن النعيم من هو ؟ فيه قولان :


الصفحة التالية
Icon