ذكروا في النعيم المسئول عنه وجوهاً أحدها : ما روي أنه خمس : شبع البطون وبارد الشراب ولذة النوم وإظلال المساكن واعتدال الخلق وثانيها : قال ابن مسعود : إنه الأمن والصحة والفراغ وثالثها : قال ابن عباس : إنه الصحة وسائر ملاذ المأكول والمشروب ورابعها : قال بعضهم : الانتفاع بإدراك السمع والبصر وخامسها : قال الحسن بن الفضل : تخفيف الشرائع وتيسير القرآن وسادسها : قال ابن عمر : إنه الماء البارد وسابعها : قال الباقر : إنه العافية، ويروى أيضاً عن جابر الجعفي قال : دخلت على الباقر فقال : ما تقول أرباب التأويل في قوله :﴿ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النعيم﴾ ؟ فقلت : يقولون الظل والماء البارد فقال : لو أنك أدخلت بيتك أحداً وأقعدته في ظل وأسقيته ماء بارداً أتمن عليه ؟ فقلت : لا، قال : فالله أكرم من أن يطعم عبده ويسقيه ثم يسأله عنه، فقلت : ما تأويله ؟ قال : النعيم هو رسول الله ﷺ أنعم الله به على هذا العالم فاستنقذهم به من الضلالة، أما سمعت قوله تعالى :﴿لَقَدْ مَنَّ الله عَلَى المؤمنين إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً﴾ [ آل عمران : ١٦٤ ] الآية القول الثامن : إنما يسألون عن الزائد مما لا بد منه من مطعم وملبس ومسكن.


الصفحة التالية
Icon