فصل فى التعريف بالسورة الكريمة


قال ابن عاشور :
سورة التكاثر
قال الألوسي : أخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن أبي هلال : كان أصحاب رسول الله ( ﷺ ) يسمونها ( المَقْبُرة ) اه.
وسميت في معظم المصاحف ومعظم التفاسير ( سورة التكاثر ) وكذلك عنونها الترمذي في ( جامعه ) وهي كذلك معنونة في بعض المصاحف العتيقة بالقيروان. وسميت في بعض المصاحف ( سورة ألهاكم ) وكذلك ترجمها البخاري في كتاب التفسير من ( صحيحه ).
وهي مكية عند الجمهور، قال ابن عطية : هي مكية لا أعلم فيها خلافاً.
وعن ابن عباس والكلبي ومقاتل : أنها نزلت في مفاخرة جَرت بين بني عبد مناف وبَني سهم في الإِسلام كما يأتي قريباً وكانوا من بطون قريش بمكة ولأن قبور أسلافهم بمكة.
وفي ( الإِتقان ) : المختار أنها مدنية. قال : ويدل له ما أخرجه ابن أبي حاتم أنها نزلت في قبيلتين من الأنصار تفاخروا، وما أخرجه البخاري عن أبي بن كعب أن رسول الله ( ﷺ ) قال :( لو أن لابن آدم وادياً من ذهب أحبَّ أن يكون له واديان ولن يملأ فاه إلا التراب ويتوب الله على من تاب ). قال أبي : كنا نرى هذا في القرآن حتى نزلت :( ألهاكم التكاثر ( ( التكاثر : ١ ) اه. يريد المستدل بهذا أن أبيّاً أنصاري وأن ظاهر قوله : حتى نزلت :( ألهاكم التكاثر، أنها نزلت بعد أن كانوا يَعدُّون : لو أن لابن آدم وادياً من ذهب الخ من القرآن وليس في كلامُ أُبيُّ دليل ناهض إذ يجوز أن يريد بضمير كنا ( المسلمين، أي كان من سبق منهم يعد ذلك من القرآن حتى نزلت سورة التكاثر وبَيّن لهم النبي ( ﷺ ) أن ما كانوا يقولونه ليس بقرآن.


الصفحة التالية
Icon