وقال النسفى :
سورة التَّكَاثُر
مكية وهي ثمان آيات

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

﴿ ألهاكم التكاثر ﴾
شغلكم التباري في الكثرة والتباهي بها في الأموال والأولاد عن طاعة الله ﴿ حتى زُرْتُمُ المقابر ﴾ حتى أدرككم الموت على تلك الحال، أو حتى زرتم المقابر وعددتم من في المقابر من موتاكم ﴿ كَلاَّ ﴾ ردع وتنبيه على أنه لا ينبغي للناظر لنفسه أن تكون الدنيا جميع همه ولا يهتم بدينه ﴿ سَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴾ عند النزع سوء عاقبة ما كنتم عليه ﴿ ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴾ في القبور ﴿ كَلاَّ ﴾ تكرير الردع للإنذار والتخويف ﴿ لَّوْ تَعْلَمُونَ ﴾ جواب "لو" محذوف أي لو تعلمون ما بين أيديكم ﴿ عِلْمَ اليقين ﴾ علم الأمر يقين أي كعلمكم ما تستيقنونه من الأمور لما ألهاكم التكاثر، أو لفعلتم ما لا يوصف ولكنكم ضلال جهلة ﴿ لَتَرَوُنَّ الجحيم ﴾ هو جواب قسم محذوف والقسم لتوكيد الوعيد ﴿ لَتَرَوُنَّ ﴾، بضم التاء : شامي وعلي ﴿ ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا ﴾ كرره معطوف ب "ثم" تغليظاً في التهديد وزيادة في التهويل، أو الأول بالقلب والثاني بالعين ﴿ عَيْنَ اليقين ﴾ أي الرؤية التي هي نفس اليقين وخالصته ﴿ ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النعيم ﴾ عن الأمن والصحة فيم أفنيتموهما؟ عن ابن مسعود رضي الله عنه.
وقيل : عن التنعم الذي شغلكم الالتذاذ به عن الدين وتكاليفه.
وعن الحسن ما سوى كنّ يؤويه وثوب يواريه وكسرة تقويه وقد روي مرفوعاً والله أعلم. أ هـ ﴿تفسير النسفى حـ ٤ صـ ٣٧٤ ـ ٣٧٥﴾


الصفحة التالية
Icon