وقوله :﴿فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج﴾ جواب من الشرطية، والرابط بين جملة الشرط والجواب ما في معنى ﴿لا رفث﴾ من ضمير يعود على (من) ؛ لأن التقدير فلا يرفث.
وقد نفى الرفث والفسوق والجدال نفي الجنس مبالغة في النهي عنها وإبعادها عن الحاج، حتى جعلت كأنها قد نهي الحاج عنها فانتهى فانتفت أجناسها، ونظير هذا كثير في القرآن كقوله تعالى :
﴿ والمطلقات يتربصن﴾ [البقرة : ٢٢٨] وهو من قبيل التمثيل بأن شبهت حالة المأمور وقت الأمر بالحالة الحاصلة بعد امتثاله فكأنه امتثل وفعل المأمور به فصار بحيث يخبر عنه بأنه فَعَل كما قرره في " الكشاف" في قوله :﴿والمطلقات يتربصن﴾، فأطلق المركب الدال على الهيئة المشبه بها على الهيئة المشبهة. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ٢ صـ ٢٣٣﴾
سؤال : ما الحكمة في أن الله تعالى ذكر هذه الألفاظ الثلاثة لا أزيد ولا أنقص، وهو قوله :﴿فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الحج﴾ ؟