فنِعْم الزاد زادُ أبيك زَادا... ويجوز أن يكون نصب ﴿أشد﴾ على الحال من ( ذكر ) الموالي له وأن أصل أشد نعت له وكان نظم الكلام : أو ذكراً أشد، فقدم النعت فصار حالاً، والداعي إلى تقديم النعت حينئذٍ هو الاهتمام بوصف كونه أشد، وليتأتى إشباع حرف الفاصلة عند الوقف عليه، وليباعد ما بين كلمات الذكر المتكررة ثلاث مرات بقدر الإمكان. أو أن يكون ( أشد ) معطوفاً على ( ذكر ) المجرور بالكاف من قوله :﴿كذكركم﴾ ولا يمنع من ذلك ما قيل من امتناع العطف على المجرور بدون إعادة الجار لأن ذلك غير متفق عليه بين أئمة النحو، فالكوفيون لا يمنعونه ووافقهم بعض المتأخرين مثل ابن مالك وعليه قراءة حمزة ﴿واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام﴾ ﴿النساء : ١ ] بجر الأرحام وقد أجاز الزمخشري هنا وفي قوله تعالى :{كخشية الله أو أشد خشية﴾ في ﴿سورة النساء : ٧٧ ] أن يكون العطف على المجرور بالحرف بدون إعادة الجار، وبعض النحويين جوزه فيما إذا كان الجر بالإضافة لا بالحرف كما قاله ابن الحاجب في إيضاح المفصل﴾، وعليه ففتحة ﴿أشد﴾ نائبة عن الكسرة، لأن أشد ممنوع من الصرف وعلى هذا الوجه فانتصاب ﴿ذكرا﴾ على التمييز على نحو ما تقدم في الوجه الأول عن سيبويه والزجاج.
ولصاحب " الكشاف" تخريجان آخران لإعراب ﴿أو أشد ذكراً﴾ فيهما تعسف دعاه إليهما الفرار من ترادف التمييز والمميز، ولابن جني تبعاً لشيخه أبي علي تخريج آخر، دعاه إليه مثل الذي دعا الزمخشري وكان تخريجه أشد تعسفاً ذكره عنه ابن المنير في " الانتصاف"، وسلكه الزمخشري في تفسير آية سورة النساء.