والقول الثاني : أنه راجع إلى الفريقين أي لكل من هؤلاء نصيب من عمله على قدر ما نواه، فمن أنكر البعث وحج التماساً لثواب الدنيا فذلك منه كفر وشرك والله مجازيه، أو يكون المراد أن من عمل للدنيا أعطى نصيب مثله في دنياه كما قال :﴿مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الأخرة نَزِدْ لَهُ فِى حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدنيا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِى الأَخِرةِ مِنْ نَصيب﴾ ﴿الشورى : ٢٠ ]. أ هـ {مفاتيح الغيب حـ ٥ صـ ١٦١﴾
قال أبو السعود :
﴿ أولئك﴾ إشارةٌ إلى الفريق الثاني باعتبار اتصافِهم بما ذُكر من النعوت الجميلةِ، وما فيه من معنى البُعد لما مر مراراً من الإشارة إلى علوِّ درجتِهم وبُعْدِ منزلتِهم في الفضل وقيل : إليهما معاً فالتنوينُ في قوله تعالى :﴿لَهُمْ نَصِيبٌ مّمَّا كَسَبُواْ﴾ على الأول للتفخيم وعلى الثاني للتنويعِ أي لكلِّ نوعٍ منهم نصيبٌ من جنس ما كسَبوا أو من أجله كقوله تعالى :﴿مّمَّا خطيئاتهم أُغْرِقُواْ﴾ أو مما دَعَوْا به نعطيهم منه ما قدّرناه، وتسميةُ الدعاء كسْباً لما أنه من الأعمال ﴿والله سَرِيعُ الحساب﴾ يحاسبُ العبادَ على كثرتهم وكثرةِ أعمالهم في مقدار لمحة فاحذَروا من الإخلال بطاعةِ مَنْ هذا شأنُ قدرتِه أو يوشك أن يُقيمَ القيامةَ ويحاسِبَ الناسَ فبادروا إلى الطاعات واكتساب الحسنات. أ هـ ﴿تفسير أبى السعود حـ ١ صـ ٢١٠﴾
وقال ابن عاشور :
واسم الإشارة مشير إلى الناس الذين يقولون :﴿ربنا آاتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة﴾ للتنبيه باسم الإشارة على أن اتصافهم بما بعد اسم الإشارة شيء استحقوه بسبب الإخبار عنهم بما قبل اسم الإشارة، أي إن الله استجاب لهم لأجل إيمانهم بالآخرة فيفهم منه أن دُعاء الكافرين في ضلال. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ٢ صـ ٢٤٩﴾
أسئلة وأجوبة
السؤال الأول : قوله :﴿لَهُمْ نَصِيبٌ مّمَّا كَسَبُواْ﴾ يجري مجرى التحقير والتقليل فما المراد منه ؟


الصفحة التالية
Icon