قلت : إن لفظ الجمع يشترك فيه ما وراء الواحد بدليل قوله تعالى :﴿فقد صغت قلوبكما﴾ وقيل إنه نزل بعض الشهر منزلة كله كما يقال رأيتك سنة كذا وإنما رآه في ساعة منها ولا إشكال فيه على القول الثالث وهو قول من قال إن أشهر الحج ثلاث شوال وذو القعدة وذو الحجة بكماله. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ١ صـ ١٨٠ ـ ١٨١﴾
قال الفخر :
ههنا إشكالان الأول : أنه تعالى قال من قبل :﴿يَسْئَلُونَكَ عَنِ الأهلة قُلْ هِىَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ والحج﴾ [البقرة : ١٨٩] فجعل كل الأهلة مواقيت للحج
الثاني : أنه اشتهر عن أكابر الصحابة أنهم قالوا : من إتمام الحج أن يحرم المرء من دويرة أهله، ومن بعد داره البعد الشديد لا يجوز أن يحرم من دويرة أهله بالحج إلا قبل أشهر الحج، وهذا يدل على أن أشهر الحج غير مقيدة بزمان مخصوص والجواب من الأول : أن تلك الآية عامة، وهذه الآية وهي قوله :﴿الحج أَشْهُرٌ معلومات﴾ خاصة والخاص مقدم على العام وعن الثاني : أن النص لا يعارضه الأثر المروي عن الصحابة. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٥ صـ ١٣٧﴾
سؤال : لم لم يسمّ الله تعالى أشهر الحج في كتابه ؟
الجواب : لم يسمّ الله تعالى أشهر الحج في كتابه ؛ لأنها كانت معلومة عندهم. ولفظ الأشهر قد يقع على شهرين وبعض الثالث، لأن بعض الشهر يتنزّل منزلة كله، كما يقال : رأيتك سنة كذا، أو على عهد فلان. ولعله إنما رآه في ساعة منها ؛ فالوقت يُذكر بعضه بكله، كما قال النبيّ ﷺ :" أيامُ مِنىً ثلاثة " وإنما هي يومان وبعض الثالث. ويقولون : رأيتك اليوم، وجئتك العام.
وقيل : لما كان الاثنان وما فوقهما جَمْعٌ قال أشهر ؛ والله أعلم. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٢ صـ ٤٠٥﴾


الصفحة التالية
Icon