فصل فى التفسير الموضوعى للسورة كاملة
قال الشيخ محمد الغزالى :
سورة الهمزة
من الحروب التى شنها المجرمون على أصحاب الإيمان حرب السخرية والاستهزاء " إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون * وإذا مروا بهم يتغامزون ". وقد نظمت هذه الحرب فى العصور الأخيرة وتخصصت لها صحف! وعند نزول الوحى، كان القاعدون الواجدون من أثرياء مكة وغيرهم، يعقدون المجالس اللاهية ويتناولون المسلمين بالغمز واللمز، فنزلت هذه السورة " ويل لكل همزة لمزة * الذي جمع مالا وعدده * يحسب أن ماله أخلده". والهمز واللمز تناول الغير بالإشارة أو العبارة، تارة بالكلام، وتارة بحركة العين والشفتين، وفى بعض الصحف بالرسم الهزلى واختلاق حركات ذات سخف. وهؤلاء الساخرون أهل بطالة يعيشون فى ظلال أموالهم أو مما تصرفه لهم جهات مريبة. الويل لهؤلاء فى الدنيا والآخرة. يقول الله فى هذا الساخر :" كلا لينبذن في الحطمة * وما أدراك ما الحطمة * نار الله الموقدة * التي تطلع على الأفئدة". أى تكوى القلوب " إنها عليهم مؤصدة ". كالعلبة المغلقة على ما بها. " في عمد ممددة ". قاعدة هذا السجن أعمدة ذاهبة فى الطول ينتشر العذاب فيها كلها. أ هـ ﴿نحو تفسير موضوعى صـ ٥٤٠﴾